المدير العام المدير العام
الجنس : الأوسمه :
عدد المساهمات : 142 تاريخ الميلاد : 03/05/1990 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 07/09/2011
| موضوع: الوعي التاريخي عند العرب أ - مرحلة ما قبل الإسلام الأربعاء أغسطس 08, 2018 7:19 pm | |
| مرحلة ما قبل الإسلام
وبعيدا عما فصلنا القول فيه في أصل دراستنا (1) من تتبع لوجود وعي تاريخي في كل من وادي الرافدين ووادي النيل والعربية الجنوبية (بلاد اليمن) وتدمر والأنباط والمناذرة، فإن منطقة نجد والحجاز قد تأخر فيهما ميلاد مثل هذا الوعي أو ذاك الحس التاريخي. وقد يكون السبب في ذلك أن البيئة الصحراوية القاسية لم تساعد على الاستقرار وقيام مجتمع متحضر (في نجد) خاصة، مما طبع النشاط الاقتصادي هنا بطابع الرعي، والحياة الاجتماعية بطابع البداوة والترحال، فأصبح النمط الثقافي السائد في هذه البيئة شفاهيا يقوم على الأيام والأنساب. إضافة إلى ذلك فإن هنالك اعتقاد بأن غياب وعي تاريخي لدى عرب الشمال، إنما يعود إلى : - عدم وجود دولة واحدة تضم العرب وتوحدهم قبل الإسلام. - افتقاد العرب إلى دين عام يوحد توجهاتهم العقائدية، وبالتالي يخلق في نفوسهم أحد أهم أسس الوحدة السياسية، وهو الشيء الذي تحقق لهم بالإسلام فيما بعد. - إضافة إلى هذا، فإن العربي كان يفتقد وجود تصور واضح للتاريخ، فقد تعامل مع الزمن بجانبيه، البداية والنهاية، من نظرة أحادية، ركزت على الجانب الثاني الذي هو النهاية أو الموت، فهو تعلق بنهاية التاريخ. وكانت هذه النهاية أو المصير أو الموت، مثار قلق دائم بالنسبة للعربي قبل الإسلام، وقد ظهر مثل هذا القلق في شعر بعض الشعراء قبل الإسلام، يقول طرفة بن العبد (2) : لعمرك ما أدري وإني لواجل أفي اليوم إقدام المنية أم غد؟ فإن تك خلفي لا يفتها سواديا وإن تك قدامي أجدها بمرصد وكذلك ما يعبر عنه امرؤ القيس (3)،من حزن عندما تحل المنايا بقوم، فهي لا تفرق بين سيد وأحمق، وبين صغير وكبير : تلك المنايا فما يبقين من أحد يأخذن حمقا وما يبقين أكياسا وعلى هذا أصبح الزمان في نظر العربي قبل الإسلام يرمز للفناء، وبمرور الأيام تمضي حياة الناس إلى نهايتها المحتومة. هذه أبرز عوامل تأخر ظهور وعي تاريخي قبل الإسلام .
|
|